بسم الله الرحم الرحيم
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله
صدق الله العظيم
مدينة الزبداني ... سحر أودعته يد الله في هذا الكون وصنعة ربانية فاقت فلسفة الطبيعة ورونق عجزت عن وصفه الكلمات فكانت صرحاً يكتب للعالم قصة مدينة عظيمة قبعت في أعالي الجبال مدينة شامخة عند القمم تحلق في سمائها الطيور ويبحر في جمالها الشعراء لتعجز الكلمات والسطور عن وصف هذه الإشراقة الربانيةهي العشق والأمل هي البلسم والحياة هي الجمال الذي تجسد في نرجس الربيع والعطر الملائكي من بنفسج الجبال والنقاء الأبدي
ـ لمحة تاريخية :
كان سكان الزبداني القدامى من الآراميين الذين عبدوا البعل . والبعل كلمة آرامية تعني ( العمل المنتج للنسل ) أو ( التناسل ) ثم تسللت عبادته إلى العرب القدامى فعرفوه باسم اللات ومنهم عرفه باسمه الآرامس ( البعل ) واستعمل العرب الكلمة للتعبير عن زوج المرأة ( بعلها ) ، لأنه العامل على إنتاج النسل ، وعبد هذا الإله عند الفلسطينيين والفينيقيين أيضاً وذلك في القرن التاسع والعاشر قبل الميلاد ، ثم جاءت عبادة اليونان باسم ( ميليت ) أي الزهرة ، وقد وصف ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد . واستمرت الحال على هذا الوضع حتى جاء الفرس ، فخضعت سورية لحكمهم وشكلت جزءاً من إمبراطورية كورش ( 550 ـ530 ق . م ) والتي وسع حدودها ابناه ( قمبيز و داريوس ) حتى وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط ، مندفعين باتجاه الغرب ، ولكن تلك السيادة لم تدم طويلاً إذ خضعت البلاد الساحلية ( فينيقية ) لحكم السلوقيين ، وكانت تشكل جزءاً من هذه المملكة التي كان مركزها أنطاكية في سورية ، ودامت المنطقة الساحلية بما فيها البقاع وتوابعه ومنها مدينة الزبداني تحت سلطتهم حوالي مئة عام ( 198 ـ 82ق. م ) . لقد استطاعت مجموعة من القبائل العربية سنة (70 ق . م ) أن تؤسس لها ملكاً مستقلاً في هذه المنطقة لم يعترف بسلطة السلوقيين ، ، وكانت تلك القبائل تعرف بالقبائل ( الأيطورية ) ، وكان مركز قوتها يقع في سورية المجوفة ( البقاع وتوابعه ) وعاصمتهم ( كلشيش عنجر ) وتمتد مملكتهم أحياناً لتشمل أقساماً من لبنان الشرقي و حوران وفلسطين . ... استولى العرب المسلمون على هذه البلاد ، وثم فتح دمشق بعد محاصرتها من جميع جهاتها ، كما تم الاستيلاء في العام نفسه على الأبلية والزبداني ، وذلك حينما بعث أبو عبيدة بن الجراح خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه ، وبعث بسرية التقت مع الروم في ( عين ميسنون ) أو ميسلون التي جرت فيها معركة كبيرة استشهد فيها عدد من قادة العرب المسلمين ، فسميت تلك العين لمدة طويلة من الزمن ( عين الشهداء ) وأصبحت تلك البلاد تشكل جزءاً من الدولة نتيجة الصدامات التي ظلت مدة طويلة تحدث بين بقايا القوات الرومانية وجيوش العرب المسلمين ، وخربت كذلك بلدة جميلة كانت تقع في قعر الوادي في موقع التكية ، وتسمى باسمها ، وخرب السد الذي كان مقاماً هناك على نهر بردى ، ويقول البحاثة الخوري ( أيوب سيا ) : أن التكية بلدة بناها الإمبراطور ( داكيوس ) سنة 249 م وقام والي الأبلية فأجرى فيها بعض الإصلاحات وأطلق عليها اسم ( جاكية ) تكريماً للإمبراطور المذكور ، ثم أصبحت تعرف باسم ( التكية ) في عهد الملك الأشرف بن قلاوون سنة ( 1293) . ثم تخربت مع بقية القرى بفعل الزلازل والفيضانات .أما الأبلية فقد تم الاستيلاء عليها من قبل العرب المسلمين ، حينما كان أهلها يحتفلون بالمعرض السنوي ( السوق العام ) الذي كان يقام هناك ، ومنها عرفت تلك المحلة باسم ( سوق وادي بردى ) وقد أبقى المسلمون حكام البلاد في مناصبهم بعد إسلامهم . وكان ملوك دمشق وحكامها يقطنون الزبداني ونواحيها الأمراء والولاة الذين فقدوا ملكهم بسبب الحروب أو غيرها ويعوضونهم عما دها بهم ، فحين جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام ، بعد أن خسرها أمام الصليبيين لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغنتكين ، حاكم دمشق فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك في عام ( 502 هجري ـ 1109 ميلادي ) . لقد توالى على حكم الزبداني بعد ذلك عدد من الأمراء من أبنائها ، ومنهم الأكبر حدي بن عبيد الله ، وفي عام ( 545 هجري ـ 1151 ) جاء الأمير الشاهر أسامة من آل منقذ ، حاكم قلعة شيزر ، نافراً من عمه الأمير سلطان ولاجئاً إلى نور الدين محمود زنكي ، الذي قربه وأقطعه الزبداني أيضاً، فازدهرت كثيراً في عهده ، حتى قال الشاعر فتيان بن على الأسدي ، قصيدة جميلة في وصف الزبداني وضواحيها ومنها : مضايا و بلودان ودير قبيس و عين بقين و كفر عامر و عين حور.....
لقد ورد اسم الزبداني في الوثائق العثمانية ، حيث جاءت في وقفية السلطان سليمان العثماني ، حينما أوقفها على تكيته المشهورة في دمشق هي وكفر عامر ومكان اسمه الحارة وآخر اسمه الكرمة في نواحي الزبداني ، وذلك بحكم انتقالها إليه شخصياً عن أبيه السلطان سليم الذي ورث اقطاعات ملوك الشراكسة وأمرائهم ، حينما قضى على دولتهم واستولى على بلاد الشام ومصر ، وكان غنى المنطقة مشهوراً جداً فقيل عن ريعها وعن غناها الكثير . وفي أواخر الحكم العثماني ، وبعد أن تدهورت أحوال الدولة ، وظهرت بوادر الانقسام والتمزق فيها ، وأخذ كل وال يستقل بحكم ولايته ، امتدت أيادي أمراء الجبل في لبنان إلى هذه البلدة ، وقامت حولها المنازعات مع ولاة دمشق ، فكانت تتبع مرة لحكم والي دمشق وأخرى لحكم أمراء الجبل ، وكان أن تسلط على المنطقة الأمير ( حسين الحرفوش ) وأصبح حاكماً في البقاع ومركزها ( قب إلياس ) ، وكان والده الأمير يونس حاكماً في الزبداني وأعمالها . فجرد عليهما الأمير فخر الدين حملة كبيرة وطردهما ، وجعل الأمير علي الشهابي حاكماً لوادي التيم ، وأصبحت تؤدي الخراج إلى صاحب لبنان ، بعد أن كان الحرافشة يؤدونه إلى والي دمشق ، وبعد الأمير علي الشهابي حكم الزبداني الأمير قاسم الشهابي ، وكان تابعاً للأمير فخر الدين المعني ، ثم تمكن العثمانيون من إقصاء نفوذ فخر الدين عن الزبداني ، فعاد الحرافشة إلى حكم الزبداني وكان الأمير ( جهجاه ) يستعين ببعض العشائر في حكم الزبداني والسيطرة عليها ، فعاثوا في البلاد فساداً حتى قامت الدولة العثمانية بملاحقة ( مصطفى وخنجر ومحمد ) فقضت عليهم بعد أن حاصرتهم في كهوف معلولا وفتكت بهم . ولما ألغيت حاكمية المقاطعات في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بعد سنة 1860 م ، قسمت سورية إلى أقضية وألحقت الزبداني وضواحيها بقضاء وادي العجم ومركزه قطنا ، ثم فصلت فيما بعد وجعلت مركز قضاء مستقل يتبعها عدد من القرى في عام 1899 م .لقد نال الزبداني أمام الحرب العالمية الأولى ( 1914 ـ 1918 ) الشيء الكثير حيث أصبحت ملجأ لكثير من الفقراء من سورية ولبنان ، لأنها بلدة زراعية تعيل ساكنيها . فلقد اقتيد أبناؤها إلى الحرب وصودرت خيراتها وغلالها كما أمر السفاح جمال باشا بقطع الأشجار الكثيفة فيها والتي كانت تملأ جبال المنطقة لاستعمالها وقود للقطارات . وتغيرت حدود قضاء الزبداني عن العهدين العثماني والفيصلي ، حيث كانت تضم قرى معربون ويحفوفة ومزرعة جنتا ، ولكن الفرنسيين أعطوا هذه القرى للبنان وكذلك حاصبيا وراشيا والبقاع ، بعد أن فرضوا انتدابهم على سورية عام 1920 م . ويذكر عن هذه المنطقة في العصر الحديث ، أيام الاستعمار الفرنسي أول الوقائع الهامة التي حدثت في أراضي قضاء الزبداني ، وستبقى حديث الأجيال . وهي ( معركة ميسلون ) . التي وقعت في 24 تموز سنة 1920 م في المكان المعروف ( بعقبة الطين ) التي تبعد 3 كم عن خان ميسلون نحو الغرب على الطريق العام القديمة بين دمشق وبيروت...
ارجو من زملائنا رواد المنتدى و ممن يرغب أن يقومو ا مشكورين بأضافة صور و معلومات تغني هذا الموضوع بما يعود علينا جميعا بالفائدة لمن يريد معرفة مدننا و بلادنا ...
تحياتي للجميع ..
عبدالله ( أبورتاج )
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله
صدق الله العظيم
مدينة الزبداني ... سحر أودعته يد الله في هذا الكون وصنعة ربانية فاقت فلسفة الطبيعة ورونق عجزت عن وصفه الكلمات فكانت صرحاً يكتب للعالم قصة مدينة عظيمة قبعت في أعالي الجبال مدينة شامخة عند القمم تحلق في سمائها الطيور ويبحر في جمالها الشعراء لتعجز الكلمات والسطور عن وصف هذه الإشراقة الربانيةهي العشق والأمل هي البلسم والحياة هي الجمال الذي تجسد في نرجس الربيع والعطر الملائكي من بنفسج الجبال والنقاء الأبدي
ـ لمحة تاريخية :
كان سكان الزبداني القدامى من الآراميين الذين عبدوا البعل . والبعل كلمة آرامية تعني ( العمل المنتج للنسل ) أو ( التناسل ) ثم تسللت عبادته إلى العرب القدامى فعرفوه باسم اللات ومنهم عرفه باسمه الآرامس ( البعل ) واستعمل العرب الكلمة للتعبير عن زوج المرأة ( بعلها ) ، لأنه العامل على إنتاج النسل ، وعبد هذا الإله عند الفلسطينيين والفينيقيين أيضاً وذلك في القرن التاسع والعاشر قبل الميلاد ، ثم جاءت عبادة اليونان باسم ( ميليت ) أي الزهرة ، وقد وصف ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد . واستمرت الحال على هذا الوضع حتى جاء الفرس ، فخضعت سورية لحكمهم وشكلت جزءاً من إمبراطورية كورش ( 550 ـ530 ق . م ) والتي وسع حدودها ابناه ( قمبيز و داريوس ) حتى وصلوا إلى البحر الأبيض المتوسط ، مندفعين باتجاه الغرب ، ولكن تلك السيادة لم تدم طويلاً إذ خضعت البلاد الساحلية ( فينيقية ) لحكم السلوقيين ، وكانت تشكل جزءاً من هذه المملكة التي كان مركزها أنطاكية في سورية ، ودامت المنطقة الساحلية بما فيها البقاع وتوابعه ومنها مدينة الزبداني تحت سلطتهم حوالي مئة عام ( 198 ـ 82ق. م ) . لقد استطاعت مجموعة من القبائل العربية سنة (70 ق . م ) أن تؤسس لها ملكاً مستقلاً في هذه المنطقة لم يعترف بسلطة السلوقيين ، ، وكانت تلك القبائل تعرف بالقبائل ( الأيطورية ) ، وكان مركز قوتها يقع في سورية المجوفة ( البقاع وتوابعه ) وعاصمتهم ( كلشيش عنجر ) وتمتد مملكتهم أحياناً لتشمل أقساماً من لبنان الشرقي و حوران وفلسطين . ... استولى العرب المسلمون على هذه البلاد ، وثم فتح دمشق بعد محاصرتها من جميع جهاتها ، كما تم الاستيلاء في العام نفسه على الأبلية والزبداني ، وذلك حينما بعث أبو عبيدة بن الجراح خالد بن الوليد إلى البقاع ففتحه ، وبعث بسرية التقت مع الروم في ( عين ميسنون ) أو ميسلون التي جرت فيها معركة كبيرة استشهد فيها عدد من قادة العرب المسلمين ، فسميت تلك العين لمدة طويلة من الزمن ( عين الشهداء ) وأصبحت تلك البلاد تشكل جزءاً من الدولة نتيجة الصدامات التي ظلت مدة طويلة تحدث بين بقايا القوات الرومانية وجيوش العرب المسلمين ، وخربت كذلك بلدة جميلة كانت تقع في قعر الوادي في موقع التكية ، وتسمى باسمها ، وخرب السد الذي كان مقاماً هناك على نهر بردى ، ويقول البحاثة الخوري ( أيوب سيا ) : أن التكية بلدة بناها الإمبراطور ( داكيوس ) سنة 249 م وقام والي الأبلية فأجرى فيها بعض الإصلاحات وأطلق عليها اسم ( جاكية ) تكريماً للإمبراطور المذكور ، ثم أصبحت تعرف باسم ( التكية ) في عهد الملك الأشرف بن قلاوون سنة ( 1293) . ثم تخربت مع بقية القرى بفعل الزلازل والفيضانات .أما الأبلية فقد تم الاستيلاء عليها من قبل العرب المسلمين ، حينما كان أهلها يحتفلون بالمعرض السنوي ( السوق العام ) الذي كان يقام هناك ، ومنها عرفت تلك المحلة باسم ( سوق وادي بردى ) وقد أبقى المسلمون حكام البلاد في مناصبهم بعد إسلامهم . وكان ملوك دمشق وحكامها يقطنون الزبداني ونواحيها الأمراء والولاة الذين فقدوا ملكهم بسبب الحروب أو غيرها ويعوضونهم عما دها بهم ، فحين جاء فخر الملك بن عمار الذي كان حاكماً في طرابلس الشام ، بعد أن خسرها أمام الصليبيين لجأ إلى الأتابك ظهير الدين طغنتكين ، حاكم دمشق فأكرمه هذا وواساه بأن أقطعه الزبداني وأعمالها وذلك في عام ( 502 هجري ـ 1109 ميلادي ) . لقد توالى على حكم الزبداني بعد ذلك عدد من الأمراء من أبنائها ، ومنهم الأكبر حدي بن عبيد الله ، وفي عام ( 545 هجري ـ 1151 ) جاء الأمير الشاهر أسامة من آل منقذ ، حاكم قلعة شيزر ، نافراً من عمه الأمير سلطان ولاجئاً إلى نور الدين محمود زنكي ، الذي قربه وأقطعه الزبداني أيضاً، فازدهرت كثيراً في عهده ، حتى قال الشاعر فتيان بن على الأسدي ، قصيدة جميلة في وصف الزبداني وضواحيها ومنها : مضايا و بلودان ودير قبيس و عين بقين و كفر عامر و عين حور.....
لقد ورد اسم الزبداني في الوثائق العثمانية ، حيث جاءت في وقفية السلطان سليمان العثماني ، حينما أوقفها على تكيته المشهورة في دمشق هي وكفر عامر ومكان اسمه الحارة وآخر اسمه الكرمة في نواحي الزبداني ، وذلك بحكم انتقالها إليه شخصياً عن أبيه السلطان سليم الذي ورث اقطاعات ملوك الشراكسة وأمرائهم ، حينما قضى على دولتهم واستولى على بلاد الشام ومصر ، وكان غنى المنطقة مشهوراً جداً فقيل عن ريعها وعن غناها الكثير . وفي أواخر الحكم العثماني ، وبعد أن تدهورت أحوال الدولة ، وظهرت بوادر الانقسام والتمزق فيها ، وأخذ كل وال يستقل بحكم ولايته ، امتدت أيادي أمراء الجبل في لبنان إلى هذه البلدة ، وقامت حولها المنازعات مع ولاة دمشق ، فكانت تتبع مرة لحكم والي دمشق وأخرى لحكم أمراء الجبل ، وكان أن تسلط على المنطقة الأمير ( حسين الحرفوش ) وأصبح حاكماً في البقاع ومركزها ( قب إلياس ) ، وكان والده الأمير يونس حاكماً في الزبداني وأعمالها . فجرد عليهما الأمير فخر الدين حملة كبيرة وطردهما ، وجعل الأمير علي الشهابي حاكماً لوادي التيم ، وأصبحت تؤدي الخراج إلى صاحب لبنان ، بعد أن كان الحرافشة يؤدونه إلى والي دمشق ، وبعد الأمير علي الشهابي حكم الزبداني الأمير قاسم الشهابي ، وكان تابعاً للأمير فخر الدين المعني ، ثم تمكن العثمانيون من إقصاء نفوذ فخر الدين عن الزبداني ، فعاد الحرافشة إلى حكم الزبداني وكان الأمير ( جهجاه ) يستعين ببعض العشائر في حكم الزبداني والسيطرة عليها ، فعاثوا في البلاد فساداً حتى قامت الدولة العثمانية بملاحقة ( مصطفى وخنجر ومحمد ) فقضت عليهم بعد أن حاصرتهم في كهوف معلولا وفتكت بهم . ولما ألغيت حاكمية المقاطعات في عهد السلطان عبد الحميد الثاني بعد سنة 1860 م ، قسمت سورية إلى أقضية وألحقت الزبداني وضواحيها بقضاء وادي العجم ومركزه قطنا ، ثم فصلت فيما بعد وجعلت مركز قضاء مستقل يتبعها عدد من القرى في عام 1899 م .لقد نال الزبداني أمام الحرب العالمية الأولى ( 1914 ـ 1918 ) الشيء الكثير حيث أصبحت ملجأ لكثير من الفقراء من سورية ولبنان ، لأنها بلدة زراعية تعيل ساكنيها . فلقد اقتيد أبناؤها إلى الحرب وصودرت خيراتها وغلالها كما أمر السفاح جمال باشا بقطع الأشجار الكثيفة فيها والتي كانت تملأ جبال المنطقة لاستعمالها وقود للقطارات . وتغيرت حدود قضاء الزبداني عن العهدين العثماني والفيصلي ، حيث كانت تضم قرى معربون ويحفوفة ومزرعة جنتا ، ولكن الفرنسيين أعطوا هذه القرى للبنان وكذلك حاصبيا وراشيا والبقاع ، بعد أن فرضوا انتدابهم على سورية عام 1920 م . ويذكر عن هذه المنطقة في العصر الحديث ، أيام الاستعمار الفرنسي أول الوقائع الهامة التي حدثت في أراضي قضاء الزبداني ، وستبقى حديث الأجيال . وهي ( معركة ميسلون ) . التي وقعت في 24 تموز سنة 1920 م في المكان المعروف ( بعقبة الطين ) التي تبعد 3 كم عن خان ميسلون نحو الغرب على الطريق العام القديمة بين دمشق وبيروت...
ارجو من زملائنا رواد المنتدى و ممن يرغب أن يقومو ا مشكورين بأضافة صور و معلومات تغني هذا الموضوع بما يعود علينا جميعا بالفائدة لمن يريد معرفة مدننا و بلادنا ...
تحياتي للجميع ..
عبدالله ( أبورتاج )